فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} (32)

{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ } جمع شعيرة أو شعارة بالكسر بوزن قلادة وهي كل شيء فيه لله شعار ، ومنه شعار القوم في الحرب وهو علامتهم التي يتعارفون بها ، ومنه أشعار البدن وهو الطعن في جانبها الأيمن ، فشعائر الله أعلام دينه ، وتدخل فيها الهدايا في الحج دخولا أوليا .

وعن ابن عباس في الآية قال : الشعار البدن والإستسمان والاستحسان والاستعظام وينبغي للإنسان أن يترك المشاحة في ثمنها .

روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من ذهب ، وأن عمر أهدى نجيبة طلبت منه بثلاثمائة دينار .

{ فإنها } الضمير يرجع إلى الشعائر بتقدير مضاف محذوف ، أي فإن تعظيم الشعائر { مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } أي مبتدأ وناشئ من أفعال القلوب التي هي من التقوى ، وإنما ذكر القلوب لأنها مراكز التقوى