الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} (32)

ثم قال تعالى : { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }[ 30 ] .

أي : ذلك أمر الله ، { ومن يعظم شعائر الله } يعني : الوقوف بعرفة وتجميع ورمي الجمار والصفا والمروة ، فهذه كلها شعائر{[46899]} ، وتعظيمها : الوقوف والعمل بها{[46900]} في الأوقات المفروضة والمسنونة .

( والشعائر ) جمع شعيرة ، وهي ما جعله الله علما لخلقه . وكذلك الشعائر البدن واحدها شعيرة أيضا ، لأنها قد أشعرت ، أي : جعلت فيها علامة تدل على أنها هدي ، ولذلك قال بعض العلماء{[46901]} : إن الشعائر هنا البدن .

وقوله : { فإنها من تقوى القلوب } أي : فإن الفعلة من تقوى القلوب . أي : فإنه التعظيم واجتناب الرجس من وجل القلوب من خشية الله .


[46899]:قوله: (يعني الوقوف...شعائر) ساقط من ز.
[46900]:ز: فيها.
[46901]:وهو قول: ابن عباس ومجاهد وقتادة، في زاد المسير 5/430.