محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} (32)

{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } .

{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ } أي علائم هدايته ، وهو الدين . أو معالم الحج ومناسكه . أو الهدايا خاصة ، لأنها من معالم الحج وشعائره تعالى . كما تنبئ عنه آية {[5534]} : { والبدن جعلناها لكم من شعائر الله } وهو الأوفق لما بعده . وتعظيمها أن يختارها عظام الأجرام حسانا سمانا ، غالية الأثمان . ويترك المكاس في شرائها . فقد كانوا يغالون في ثلاث ويكرهون المكاس فيهن : الهدي والأضحية والرقبة .

وعن سهل {[5535]} : ( كنا نسمن الأضحية في المدينة وكان المسلمون يسمنون ) . رواه البخاري .

وعن أنس {[5536]} : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ) . رواه البخاري .

وعن البراء {[5537]} مرفوعا : ( أربع لا تجوز في الأضاحي ، العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ظلعها ، والكسيرة التي لا تنقي ) : رواه أحمد وأهل ( السنن ) . { فَإِنَّهَا } أي فإن تعظيمها { مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } ، أي من أفعال ذوي التقوى . والإضافة إلى القلوب ، لأن التقوى وضدها تنشأ منها .


[5534]:(22 الحج 36).
[5535]:أخرجه البخاري تعليقا في: 73 – كتاب الأضاحي، 7 – باب في أضحية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بكبشين أقرنين، ويذكر (سمينبن).
[5536]:أخرجه البخاري في: 73 – كتاب الأضاحي، 7 – باب في أضحية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بكبشين أقرنين، ويذكر (سمينبن). حديث رقم 2211. وأخرجه مسلم في: 35 – كتاب الأضاحي، حديث رقم 17 (طبعتنا).
[5537]:أخرجه النسائي في: 43 – كتاب الضحايا. 5 – باب ما نهى عنه من الأضاحي.