فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} (32)

{ ذلك وَمَن يُعَظّمْ شعائر الله } الكلام في هذه الإشارة قد تقدّم قريباً ، والشعائر : جمع الشعيرة ، وهي كل شيء فيه لله تعالى شعار ، ومنه شعار القوم في الحرب ، وهو علامتهم التي يتعارفون بها ، ومنه إشعار البدن ، وهو الطعن في جانبها الأيمن ، فشعائر الله : أعلام دينه ، وتدخل الهدايا في الحجّ دخولاً أوّلياً ، والضمير في قوله : { فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب } راجع إلى الشعائر بتقدير مضاف محذوف ، أي فإن تعظيمها من تقوى القلوب أي : من أفعال القلوب التي هي من التقوى ، فإن هذا التعظيم ناشئ من التقوى .

/خ35