قوله تعالى{[31111]} : { ذلك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله } الآية . إعراب «ذَلِك » كإعراب «ذَلِكَ » المتقدم{[31112]} وتقدم تفسير الشعيرة واشتقاقها في المائدة{[31113]} . والمعنى : ذلك الذي ذكرت من اجتناب الرجس ، وقول الزور{[31114]} ، وتعظيم شعائر الله من تقوى القلوب .
قال ابن عباس{[31115]} : شعائر الله البُدْن والهدايا . وأصلها من الإشعار وهو إعلامها لتعرف أنها هَدْي ، وتعظيمها استحسانها واستسمانها . وقيل : شعائر الله أعلام دينه{[31116]} .
قوله : { فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب } . أي : فإن تعظيمها{[31117]} من أفعال ذوي تقوى القلوب ، فحذفت هذه المضافات ، ولا يستقيم المعنى إلا بتقديرها ، لأنه لا بد من راجع من الجزاء إلى ( من ) ليرتبط به{[31118]} ، وإنما ذكرت القلوب{[31119]} ، لأن المنافق قد يظهر التقوى من نفسه وقلبه خال عنها ، فلهذا لا يكون مجدّاً في الطاعات ، وأما المخلص الذي تمكنت التقوى من قلبه فإنه يبالغ في أداء الطاعات على سبيل الإخلاص {[31120]} .
واعلم أن الضمير في قوله : { فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القلوب } فيه وجهان :
أحدهما : أنه ضمير الشعائر على حذف مضافه ، أي : فإن تعظيمها من تقوى القلوب .
والثاني : أنه ضمير المصدر المفهوم من الفعل قبله{[31121]} ، أي : فإن التعظيم من تقوى القلوب والعائد على اسم الشرط من هذه الجملة الجزائية مقدر تقديره : فإنها من تقوى القلوب منهم . ومن جوَّز إقامة ( أل ) {[31122]} مقام الضمير - وهم الكوفيون - ، أجاز ذلك هنا ، والتقدير : من تقوى قلوبهم{[31123]} كقوله : { فَإِنَّ الجنة هِيَ المأوى }{[31124]} [ النازعات : 41 ] . والعامة على خفض «القلوب » ، وقرئ برفعها ، فاعلة للمصدر قبلها وهو «تقوى »{[31125]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.