مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{۞قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلۡأَرۡذَلُونَ} (111)

ثم إن نوحا عليه السلام لما قال لهم ذلك أجابوه بقولهم : { أنؤمن لك واتبعك الأرذلون } .

قال صاحب الكشاف : وقرى { وأتباعك الأرذلون } جمع تابع كشاهد وأشهاد أو جمع تبع كبطل وأبطال والواو للحال وحقها أن يضمر بعدها قد في { واتبعك } وقد جمع أرذال على الصحة وعلى التكسير في قولهم : { الذين هم أراذلنا } والرذالة الخسة ، وإنما استرذلوهم لاتضاع نسبهم وقلة نصيبهم من الدنيا ، وقيل كانوا من أهل الصناعات الخسيسة كالحياكة والحجامة .

واعلم أن هذه الشبهة في نهاية الركاكة ، لأن نوحا عليه السلام بعث إلى الخلق كافة ، فلا يختلف الحال في ذلك بسبب الفقر والغنى وشرف المكاسب ودناءتها .