إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلۡأَرۡذَلُونَ} (111)

{ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ لَكَ واتبعك الأرذلون } أي الأقلُّون جاهاً ومالاً جمع الأرذلِ على الصِّحَّةِ فإنَّه بالغلبة صار جارياً مجرى الاسمِ كالأكبرِ والأكابرِ وقيل : جمع أرذُل جمعُ رَذْلٍ كأكالبَ وأَكلُبٍ وكَلْبٍ وقرئ وأتباعُك وهو جمع تابعٍ كشاهدٍ وأشهادٍ أو جمع تَبَع كبطلٍ وأبطالٍ يعنُون أنَّه لا عبرةَ باتِّباعِهم لك إذْ ليس لهم رزانةُ عقلٍ ولا إصابةَ رأيٍ وقد كان ذلك منهم في بادئ الرَّأي كما ذُكر في موضعٍ آخرَ ، وهذا من كمال سخافةِ عقولِهم وقصرهم أنظارَهم على حُطامِ الدُّنيا وكونِ الأشرف عندهم مَن هو أكثرُ منها حظَّاً ، والأرذلُ مَن حُرمها ، وجهلِهم بأنَّها لا تزَنُ عند الله تعالى جناحَ بعوضةٍ وأنَّ النعيم هو نعيمُ الآخرةِ والأشرفَ من فازَ به والأرذلَ من حُرمه .