تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلۡأَرۡذَلُونَ} (111)

[ الآية 111 ] وقوله تعالى : { قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون } / 384-أ/ يقولون : نصدقك ، وإنما اتبعك الضعفاء منا والسفلة ممن{[14727]} ، لا رأي لهم ، ولا تدبير . ولو كنت صادقا لاتبعك الأشراف والرؤساء .

فكان في اتباع الأراذل له ومن ذكر أعظم آية من [ آيات ]{[14728]} الرسالة من اتباع الأشراف ؛ وذلك أن الأراذل من الناس هم أتباع لغيرهم لما يأملون من فضل مال ونيل منهم أو رئاسة ومنزلة لهم .

والفضل{[14729]} بصر وحظ وعلم في الدين ، فيصيرون أتباعا لمن كان عنده من هذه الخصال شيء .

فالرسل ، صلوات الله عليهم ، حين{[14730]} لم يكن عندهم أموال ، ولا طمع رئاسة ، ولا منزلة ، اتبعهم الضعفاء والسفلة مع خوفهم{[14731]} على أنفسهم من أولئك الأشراف من القتل والصلب لمخالفتهم{[14732]} إياهم . فما اتبعوهم إلا لما تبين عندهم أنهم على حق ، وأن ما يدعون صدق .

ففي اتباع ما ذكرنا أعظم دلالة على صدق الرسل في ما دعوا من الرسالة لو تأملوا ، وتفكروا{[14733]} في ذلك .


[14727]:- في الأصل وم: من.
[14728]:- ساقطة من الأصل وم.
[14729]:- في الأصل وم: أو الفضل.
[14730]:- في الأصل وم: حيث.
[14731]:- في الأصل وم: خوف لهم.
[14732]:- في الأصل وم: لمخالفتهم.
[14733]:- في الأصل وم: والتفكر.