التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ} (3)

قوله : { أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } والدين بمعنى العبادة والطاعة . والمعنى : إن العبادة والطاعة والامتثال والإذعان إنما ذلك كله خالص لله وحده . فما ينبغي أن يكون لأحد غير الله شيء من ذلك .

قوله : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } : { وَالَّذِينَ } مبتدأ وخبره محذوف . وتقديره : يقولون : ما نعبدهم .

هؤلاء هم المشركون المبْطلون السادرون في غيهم وضلالهم كانوا إذا قيل لهم : من ربكم وخالقكم ، ومن خلق السماوات والأرض ؟ قالوا : الله . فإذا قيل لهم : كيف تعبدون هذه الأصنام والله خالقها وخالق كل شيء ؟ قالوا : ليقربونا إلى الله زلفى ، فيشفعوا لنا عنده في نصرنا ورزقنا وليكونوا لنا أعوانا لنا عند النائبات في هذه الدنيا . أما الآخرة فهم يجحدونها ويكذبون بها .

قوله : { إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } الله يقضي بين العباد يوم القيامة فيجازي المحق بإيمانه واهتدائه ، والمُبْطِل بما كان عليه من باطل وفساد .

قوله : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } لا يجعل الله الهداية والرشاد لمن كان يفتري على الله الكذب ويتقول عليه الباطل ويصطنع له من الصفات ما الله منزه عنه . وذلكم الكاذب الكَفّار ، شديد الجحود والافتراء الذي لا يهديه الله للحق .