الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ} (3)

روي أنه يؤتى بالرجل يوم القيامة للحساب{[58632]} وفي صحيفته أمثال الجبال من الحسنات ، فيقول رب العزة تبارك وتعالى : أصَلَيْتَ{[58633]} يوم كذا وكذا ليقال : صلى فلان ! أنا الله لا إله إلا أنا لي الدين الخالص .

أتصدقت يوم كذا وكذا ليُقال تصدق فلان ! أنا الله لا إله إلا أنا لي الدين الخالص . فما يزال يمحو شيئا بعد شيء حتى تبقى صحيفته ما فيها شيء فيقول ملكاه : يا فلان ، ألغير الله كنت تعمل ؟ {[58634]} .

قال السدي : الدين هنا التوحيد{[58635]} .

وروى أبو هريرة أن رجلا قال : يا رسول الله ، إني أتصدق بالشيء ، وأصنع الشيء أريد به وجه الله وثناء الناس ! فقال النبي{[58636]} : " والذي نفسي بيده ، لا يقبل الله تعالى شيئا شورك فيه ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم{[58637]} : { ألا لله الدين الخالص }{[58638]} " .

قال قتادة : ألا لله الدين الخالص : شهادة أن لا إله إلا الله{[58639]} .

ثم قال : { والذين أخذوا من دونه أولياء } أي : من دون الله آلهة يتولونهم ويعبدوهم من دون الله يقولون : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } أي : قُرْبَة{[58640]} شفاعتهم لنا .

وفي قراءة أبِّي : ( ما نعبدكم{[58641]} ) . وفي قراءة ابن مسعود : ( قالوا ما نعبدهم ){[58642]} .

قال مجاهد : قريش تقوله للأوثان{[58643]} . قاله قتادة : قالت قريش : ما نعبدهم إلا ليشفعوا لنا عند الله ، وهو قول ابن زيد{[58644]} .

ثم قال : { إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون } ، أي : يفصل بينهم فيما اختلفوا فيه من عبادة الأوثان .

ثم قال : { إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } أي : لا يهدي إلى الحق من هو مفتر على الله الكذب كافر لنعمته .


[58632]:ساقط من (ح).
[58633]:(ح): صليت.
[58634]:روي هذا عن عمر، وفيه زيادة في جامع البيان 23/122.
[58635]:انظر: جامع البيان 23/122.
[58636]:(ح): النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا لله الدين الخالص".
[58637]:ساقط من (ح).
[58638]:قال السيوطي في الدر المنثور: (أخرجه ابن مردويه عن يزيد الرقاشي) 7/211، وانظر: إعراب النحاس 4/4.
[58639]:انظر: جامع البيان 23/122 والمحرر الوجيز 14/58.
[58640]:(ح): قربت.
[58641]:(يقولون: ما نعبدهم.. وفي قراءة أبي: ما نعبدكم): في طرة (ع). وانظر: جامع البيان 23/122، ومعاني الزجاج 4/344، والمحرر الوجيز 14/59، وجامع القرطبي 15/234.
[58642]:انظر: جامع البيان 23/122، وجامع القرطبي 15/233.
[58643]:انظر: تفسير مجاهد 2/555، وجامع البيان 23/122.
[58644]:انظر: جامع البيان 23/122 و123، وابن كثير في تفسيره 4/46. وفي لباب النقول 188 عن قتادة فقط.