التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (7)

قوله : { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } { الذين } مبتدأ ، وخبره { يُسَبِّحُونَ } والجملة مستأنفة وقد تمَّ من قبلها الكلام . وهي مسوقة تأنيسا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتسلية له . والمعنى : أن الملائكة الذين يحملون عرش الرحمن – هذا البناء الهائل المذهل – وكذلك الملائكة الذين من حول هذا العرش ، هم جميعا يسبِّحون بحمد ربهم ؛ أي ينزهونه عن النقائص والعيوب وهم يحمدونه على أنعمه { وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا } أي يسألون الله للمؤمنين المغفرة .

ثم يبين الله كيفية استغفار الملائكة للمؤمنين ؛ فإنهم يستغفرون لهم قائلين { رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا } { رَحْمَةً وَعِلْمًا } منصوبان على التمييز ؛ أي وسعت رحمتك وعلمك كل شيء{[4004]} .

قوله : { فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ } يسألون التوبة للتائبين من الشرك والمعاصي والمتبعين سبيل الحق وهو الإسلام { وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } يسألون الله أن يصرف عن المؤمنين المتقين عذاب الجحيم . والمراد بالجحيم ، النار الشديدة التأجّج . وكل نار بعضها فوق بعض{[4005]} .


[4004]:الدر المصون ج 9 ص 460
[4005]:القاموس المحيط ص 1403