محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (7)

{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ } أي من الملائكة . وقد سبق في تفسير آية {[6386]} { ثم استوى على العرش } في الأعراف ، كلام في حملة العرش ، فراجعه { ومن حوله } يعني الملائكة المقربين { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } أي ، ويقرّون بأنه لا إله لهم سواه ويشهدون بذلك لا يستكبرون عن عبادته . وفائدة التصريح بإيمانهم ، مع جلاله ، هو إظهار فضيلة الإيمان وإبراز شرف أهله ، والإشعار بعلة دعائهم للمؤمنين . حسبما ينطق به قوله تعالى : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا } فإن المشاركة في الإيمان أقوى المناسبات وأتمها ، وأدعى الدواعي إلى النصح والشفقة . وفي نظم استغفارهم لهم في سلك وظائفهم المفروضة عليهم ، من تسبيحهم وتحميدهم وإيمانهم ، إيذان بكمال اعتنائهم به ، وإشعار بوقوعه عند الله تعالى / في موقع القبول { ربنا } أي يقولون ربنا { وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا } أي شملت رحمتك وأحاط بالكل علمك { فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ } أي صراطك المستقيم بمتابعة نبيك في الأقوال والأعمال والأحوال { وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } .


[6386]:[7 / الأعراف/ 54].