الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (7)

قوله : { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ } : مبتدأٌ " ويُسَبِّحون " خبرُه .

والعامَّةُ على فتح عين " العَرْش " . وابن عباس في آخرين بضمها فقيل : يُحْتَمَلُ أَنْ يكونَ جمعاً ل " عَرْش " ك سُقْف في سَقْف .

وقوله : " ومَنْ حَوْلَه " يَحْتمل أَنْ يكونَ مرفوعَ المحلِّ عطفاً على " الذين يَحْملون " أَخْبر عن الفريقين بأنهم يُسَبِّحون ، وهذا هو الظاهرُ ، وأَنْ يكونَ منصوبَ المحلِّ عَطْفاً على العرش ، يعني أنَّهم يَحْملون أيضاً الملائكةَ الحافِّين بالعرشِ . وليس بظاهرٍ .

قوله : " رَبَّنا " عمولٌ لقولٍ مضمرٍ تقديرُه : يقولون ربَّنا . والقولُ المضمرُ في محلِّ نصبٍ على الحال مِنْ فاعل " يَسْتَغْفرون " أو خبرٌ بعد خبرٍ ، و " رحمةً وعِلْماً " تمييزٌ منقولٌ من الفاعلية ، أي : وسِع كلَّ شيءٍ رحمتُك وعِلْمُك .