وقوله تعالى : { الذين يَحْمِلُونَ العرش وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } الآية ، أَخْبَرَ اللَّهُ سبحانَهُ بِخَبَرٍ يتضمَّنُ تَشْرِيفَ المؤمنِينَ ، ويُعظِّمُ الرَّجاءَ لهم ، وهو أنَّ الملائِكَةَ الحَامِلِينَ لِلْعَرْشِ والذينَ حَوْلَ العَرْشِ ؛ وهؤلاءِ أفضلُ الملائِكَةِ يستغْفِرُونَ للمؤمنين ، ويسألون اللَّهَ لَهُمُ الرَّحْمَةَ والجَنَّةَ ؛ وهذا معنى قوله تعالى في غير هذه الآية ، { كَانَ على رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً } [ الفرقان : 16 ] أي سأَلَتْهُ الملائكةُ .
قال ( ع ) : وفَسَّرَ في هذه الآية المُجْمَلَ الذي في قوله تعالى : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأرض } [ الشورى : 5 ] ؛ لأَنَّ الملائِكَةَ لا تستغفرُ لكافرٍ ، وقد يجوز أن يُقَال : إنَّ استغفارَهم لهمُ بمعنى طَلَبِ هدايتِهم ، وبلغني أنَّ رجُلاً قال لبعض الصالحين : ادع لي ، واستغفر لي ، فقالَ لَهُ : تُبْ ، واتبع سَبِيلَ اللَّهِ يَسْتَغْفِرْ لَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي ، وتلا هذه الآيَةَ ، وقال مُطَرِّفُ بْنُ الشِّخِّيرِ : وَجَدْنَا أَنْصَحَ الْعِبَادِ لِلْعِبَادِ المَلاَئِكَةَ ، وأغَشَّ العِبَادِ لِلْعِبَادِ الشَّياطِينَ ، وتلا هذه الآية ، وروى جابرٌ ؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " أُذِنَ لي أَن أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ حَمَلَةِ العَرْشِ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ وَعاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمائَةِ سَنَةٍ " ، قال الداوُديُّ : وعن هارونَ بْنِ ريابٍ قال : حملةُ العَرْش ثمانيةٌ يَتَجاوبُونَ بصوْتٍ حَسَنِ ، فأرْبَعَةٌ يقولونَ : سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ على حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ ، وأَرْبَعَةٌ يَقُولُونَ : سُبْحَانَكَ وبِحَمْدِكَ على عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ " ، انتهى .
وروى أبو داودَ عن جَابِرِ بن عبدِ اللَّه ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " أُذِنَ لي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ العَرْشِ ، إنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِمَائَةِ عَامٍ " ، انتهى ، وقد تقدَّم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.