جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (7)

{ الذين{[4346]} يحملون{[4347]} العرش ومن حوله } : من الملائكة المقربين الذين هم الكروبيون { يسبحون } متلبسين { بحمد ربهم ويؤمنون به } ، فائدة إثبات الإيمان لهم إظهار فضل الإيمان والترغيب فيه ، كإثبات الصلاح والصدق للأنبياء { ويستغفرون للذين آمنوا } ، لما بينهم من المناسبة بالإيمان ، { ربنا } أي : يقولون ربنا ، { وسعت كل شيء رحمة وعلما } أصله وسعت رحمتك كل شيء ، فنصب الفاعل بالتمييز وأسند الفعل إلى صاحب الرحمة للمبالغة ، كأن ذاته رحمة واسعة كل شيء { فاغفر للذين تابوا } أي : لمن علمت منه التوبة { واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم }


[4346]:ولما ذكر حال الكفار المجادلين في آيات الله وعصيانهم، ذكر طاعة هؤلاء المصطفين من خلقه، فقال{الذين يحملون العرش} الآية[الطور:21] َ/13 وجيز. فكأنه قال إن كان هؤلاء الأراذل يبالغون في العداوة فلا تبال بهم، ولا تلتفت إليهم فإن حملة العرش يحبونكم ويستغفرون لكم وهم أشرف طبقات المخلوقات /12.
[4347]:أخرج ابن أبي شيبة عن أبي أمامة قال: الملائكة الذين يحملون العرش يتكلمون بالفارسية/12 در منثور. قلت: وفي هذا الأثر نكارة، فإن العربية أشرف اللغات.