بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ} (7)

ثم قال الله تعالى : { الذين يَحْمِلُونَ العرش } وهم الملائكة ، { وَمَنْ حَوْلَهُ } من المقربين ، { يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ } يعني : يسبحون الله تعالى ، ويحمدونه ، { وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } أي : يصدقون بالله ، { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمنوا } يعني : المؤمنين . وفي الآية : دليل فضل المؤمنين ، وبيانه ، أن الملائكة مشتغلون بالدعاء لهم .

ثم وصف دعاءهم للمؤمنين وهو قولهم : { رَبَّنَا } يعني : يقولون : يا ربنا ، { وَسِعْتَ كُلَّ شيء رَّحْمَةً وَعِلْماً } يعني : يا ربنا رحمتك واسعة ، وعلمك محيط بكل شيء . ويقال : معناه ملأت كل شيء نعمة ، وعلماً ، علم ما فيها من الخلق . روى قتادة ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال : وجدنا أنصح عباد الله ، لعباد الله ، الملائكة . ووجدنا أغش عباد الله ، لعباد الله ، الشياطين . وروى الأعمش ، عن إبراهيم قال : كان أصحاب عبد الله بن مسعود يقولون : الملائكة خير للمسلمين من ابن الكواء ، الملائكة يستغفرون لمن في الأرض ، وابن الكواء يشهد عليهم بالكفر ، وكان ابن الكواء رجلاً خارجياً .

قوله : { فاغفر لِلَّذِينَ تَابُواْ } أي : تجاوز عنهم يعني الذين رجعوا عن الشرك ، { واتبعوا سَبِيلَكَ } يعني : دينك الإسلام ، { وَقِهِمْ عَذَابَ الجحيم } يعني : ادفع عنهم في الآخرة عذاب النار