التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٖۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ} (29)

قوله تعالى : { وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ( 29 ) } .

يبين الله بعض آياته الدالة على عظمته وبالغ قدرته ورفيع سلطانه ؛ فإنه خلق السماوات والأرض . وهذان خلْقان هائلان عظيمان لا يدرك مدى اتساعهما وعظمتهما غير الله . وهو سبحانه الذي خلق فيهما وما بينهما كل دابة . وهو قوله : { وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ } ذرأ السماوات والأرض كل ذي دبيب يتحرك أو يدب على الأرض وغيرها من الأجرام . وذلك يشمل الملائكة والأناسي والجن وسائر البهائم والحيوانات على اختلاف صورها وأشكالها وأجناسها وطبائعها وأحجامها .

لقد ذرأهم الله جميعا ووزعهم توزيعا ليكونوا منتشرين في أقطار السماوات والأرض { وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ } يجمع الله بمشيئته وقدرته سائر المخلوقات يوم القيامة فيجمع الأولين والآخرين من الناس وغيرهم من الخلائق في صعيد واحد . وذلكم صعيد الحشر ، استعدادا لملاقاة الحساب والجزاء فيحكم الله فيهم بحكمه العدل الذي لا يجوز ولا يزيغ .