الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٖۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ} (29)

ثم قال تعالى : { ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة } أي : ومن حججه ( وعلامات أدلته{[60934]} ) على وحدانيته وقدرته على إحيائكم بعد موتكم ، خلقه واختراعه السموات السبع{[60935]} والأرضين السبع وخلقه ما نشر فيها من حيوان .

{ وهو على جمعهم إذا يشاء قدير } أي : وهو يقدر أن يحييهم يوم القيامة فيجمعهم إذا شاء .

وقال الفراء : قوله : { وما بث فيهما } يريد به : ما بث في الأرض دون السماء ، وزعم أن مثله { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان{[60936]} }{[60937]} وإنما يخرجان من الملح دون الحلو{[60938]} .

وهو قول ضعيف عند البصريين ، لا يجوز أن يرجع ضمير اثنين إلى واحد ، بل نقول : إن الله قد بث في السماوات والأرض دواب وقد قال : { ويخلق ما لا تعلمون{[60939]} }{[60940]} وقال مجاهد : { وما بث فيهما من دابة } يعني : الناس والملائكة{[60941]} والعرب تقول لكل ما تحرك : دب فهو داب{[60942]} والهاء{[60943]} دخلت للمبالغة ، وقيل ( لتأنيث ){[60944]} الصنعة{[60945]} .


[60934]:(ح): وأدلته.
[60935]:فوق السطر في (ت).
[60936]:في طرة (ت).
[60937]:الرحمن آية 20.
[60938]:انظر جامع القرطبي 16/29.
[60939]:النحل آية 8.
[60940]:انظر إعراب النحاس 4/82.
[60941]:انظر جامع البيان 25/20، والمحرر الوجيز 14/224، وجامع القرطبي 16/29.
[60942]:(ح): دواب.
[60943]:(ت): داخلة.
[60944]:(ت): لثأنية و(ح): للثأنيت.
[60945]:نسبه النحاس في إعرابه إلى علي بن سليمان وفيه: التأنيث الصيغة 4/83.