ذكر سبحانه بعض آياته الدالة على كمال قدرته الموجبة لتوحيده ، وصدق ما وعد به من البعث ، فقال : { وَمِنْ ءاياته خَلْقُ السموات والأرض } أي : خلقهما على هذه الكيفية العجيبة ، والصنعة الغريبة { وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ } يجوز عطفه على خلق ، ويجوز عطفه على السماوات ، والدابة اسم لكل ما دبّ . قال الفراء : أراد ما بثّ في الأرض دون السماء كقوله : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } [ الرحمن : 22 ] ، وإنما يخرج من الملح دون العذب . وقال أبو عليّ الفارسي : تقديره وما بثّ في أحدهما ، فحذف المضاف . قال مجاهد : يدخل في هذا الملائكة والناس ، وقد قال تعالى : { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ النمل : 8 ] { وَهُوَ على جَمْعِهِمْ } أي حشرهم يوم القيامة { إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ } ، الظرف متعلق بجمعهم لا بقدير قال أبو البقاء : لأن ذلك يؤدي ، وهو على جمعهم قدير إذا يشاء ، فتتعلق القدرة بالمشيئة ، وهو محال ، قال شهاب الدين : ولا أدري ما وجه كونه محالاً على مذهب أهل السنّة . فإن كان يقول بقول المعتزلة ، وهو : أن القدرة تتعلق بما لم يشأ الله مشى كلامه ، ولكنه مذهب رديء لا يجوز اعتقاده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.