{ وَمِنْ آياته خَلْقُ السماوات والأرض } على ما هُما عليهِ من تعاجيب الصنائع فإنَّها بذاتها وصفاتِها تدلُّ على شؤونه العظيمةِ { وَمَا بَثَّ فِيهِمَا } عطفٌ على السماوات أو الخلق { مِن دَابَّةٍ } من حَيَ ، على إطلاقِ اسمِ المُسبَّبِ على السببِ أو ممَّا يدبُّ على الأرضِ فإنَّ ما يختصُّ بأحد الشيئين المتجاورين يصحُّ نسبتُه إليهما كَما في قولِه تعالَى : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } [ سورة الرحمان ، الآية 22 ] وإنما يخرجُ من المِلحِ . وقد جُوِّز أنْ يكونَ للملائكة عليهم السَّلامُ مشيٌ مع الطيرانِ فيوصفُوا بالدبيب وأن يخلقَ الله في السماءِ حيواناً يمشُونَ فيها مشيَ الأنَاسيِّ على الأرض كما ينبئ عنْهُ قولُه تعالى : { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ سورة النحل ، الآية 8 ] وقد رُويَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : «فوقَ السماءِ السابعةِ بحرٌ من أسفله وأعلاهُ كَما بينَ السماءِ والأرضِ ثمَّ فوقَ ذلكَ ثمانيةُ أو عالٍ بين رُكَبهن وأظلافهنَّ كما بينَ السماءِ والأرضِ ثم فوقَ ذلكَ العرشُ العظيمُ »{[713]} .
{ وَهُوَ على جَمْعِهِمْ } أي حشرِهم بعدَ البعثِ للمحاسبةِ . وقولُه تعالى : { إِذَا يَشَاء } متعلقٌ بما قبلَهُ لا بقوله تعالَى { قَدِيرٌ } فإنَّ المقيدَ بالمشيئةِ جمعُه تعالى لا قدرتُه ، وإذَا عندَ كونِها بمَعْنى الوقتِ كَما تدخلُ الماضِي تدخلُ المضارعَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.