التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا} (9)

قوله : { وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع } يعني كنا معشر الجن نقعد من السماء { مقاعد } أي مواضع نقعد فيها لنستمع الأخبار من السماء . وهؤلاء مردة الجن ، كانوا يفعلون ذلك ليستمعوا من الملائكة أخبار السماء فيلقوها إلى الكهنة على الأرض وهؤلاء يضلون الناس ليلبسون عليهم دينهم . ومن أجل ذلك حفظ الله السماء بالشهب الحارقة ليصد بها المردة والشياطين عن بلوغ السماء وما فيها من أخبار . وهو قوله : { فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا } من يستمع أخبار السماء الآن ، أي بعد بعث محمد صلى الله عليه وسلم سيجد شهابا حارقا من نار الكوكب أرصد له ليرجم به . والرصد في اللغة بمعنى القوم يرصدون كالحرس . ويستوي فيه الواحد والجمع . والراصد للشيء معناه الراقب . والترصد ، الترقب{[4655]} .


[4655]:مختار الصحاح ص 244.