الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا} (9)

وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال : إن الله حجب الشياطين عن السمع بهذه النجوم ، انقطعت الكهنة فلا كهانة .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع } قال : حرست به السماء حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم لكيلا يسترق السمع ، فأنكرت الجن ذلك ، فكان كل من استمع منهم قذف .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانت الجن قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون من السماء ، فلما بعث حرست فلم يستطيعوا فجاؤوا إلى قومهم يقولون للذين لم يستمعوا فقالوا : { إنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً } وهم الملائكة { وشهباً } وهي الكواكب { وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً } يقول : نجماً قد أوصد له يرمي به . قال : فلما رموا بالنجم قالوا لقومهم : { أنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً } .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { يجد له شهاباً } قال : من النجوم { رصداً } قال : من الملائكة وفي قوله : { وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض } قالوا : لا ندري لم بعث هذا النبي لأن يؤمنوا به ويتبعوه فيرشدوا أو لأن يكفروا به ويكذبوه فيهلكوا كما هلك من قبلهم من الأمم والله أعلم .