الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا} (9)

- ثم قال : ( وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع . . . )

أي : وقالوا إنا كنا نقعد من السماء في مقاعد {[70867]} نستمع الأخبار .

( فمن يستمع الآن يج له شهابا رصدا {[70868]} )

أي : من {[70869]} أتى يستمع {[70870]} الساعة يرمي بشهاب يرمد به إذا دنا فيرمى به قال قتادة : لما بعث الله نبيه منعوا الاستماع [ فتفقدت ] {[70871]} الجن ذلك من أنفسها ، قال : وذُكر لنا أن أشراف الجن كانوا [ بنصيبين ] {[70872]} ( فطلبوا ذلك ) {[70873]} وضربوا إليه حتى سقطوا على نبي الله وهو يصلي بأصحابه عامدا إلى عكاظ {[70874]} .

قال ابن زيد : قالوا كنا نستمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ، فلما وجدوا ذلك رجعوا إلى إبليس ، فقالوا مُنِع ( منا ) السمع . فقال : إن السماء لم تحرس {[70875]} إلا على [ أمرين ] {[70876]} : [ إما العذاب ] {[70877]} يريد الله عز وجل أن ينزله بغتة على أهل الأرض {[70878]} ، وأما نبي مرسل مرشد {[70879]} فذلك قول الله تعالى حكاية عن قولهم : ( وإنا لا ندري أشر أريد بمن في الارض أم اراد بهم ربهم رشدا ) {[70880]} .


[70867]:- أ: من السماء مقاعدا.
[70868]:- بعد هذه الآية قوله تعالى:(وإنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم اراد بهم ربهم رشدا)[10] وسيفسرها.
[70869]:- أ: فمن.
[70870]:- : ليستمع.
[70871]:- م:فتفقد.
[70872]:- : منصبيين. ونصيبين: مدينة في ديار ربيعة العظمى وهي بلاد من بلاد الجزيرة بين دجلة والفرات انظر: الروض المعطار:577.
[70873]:- ساقط من أ.
[70874]:- انظر جامع البيان 29/111.
[70875]:- أ: تحرص.
[70876]:- م: أمر.
[70877]:- م: بالعذاب: وكلمة( العذاب) ساقطة من ث.
[70878]:- أ: على أهل الأرض بعثة.
[70879]:- ساقط من أ.
[70880]:- انظر جامع البيان 29/111.