الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا} (9)

قلت : أرأيت قوله تعالى : { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ } فقال : غلظت وشدد أمرها حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم . وروى الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في نفر من الأنصار إذ رمى بنجم فاستنار ، فقال : " ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية ؟ " فقالوا : كنا نقول : يموت عظيم أو يولد عظيم . وفي قوله : { مُلِئَتْ } دليل على أن الحادث هو المل والكثرة ، وكذلك قوله : { نَقْعُدُ مِنْهَا مقاعد } أي كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب ، والآن ملئت المقاعد كلها ، وهذا ذكر ما حملهم على الضرب في البلاد حتى عثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمعوا قراءته .