التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (129)

قوله : { فإن تولوا فقل حسبي الله } فإن أعرضوا عن الإيمان بعد الذي جاءهم من الحق والهدى وأبوا إلا الكفر والضلال فقل لهم : { حسبي الله لا إلاه إلا هو } أي أن الله كافي ؛ فهو سبحانه يكفيني من كل شيء . يكفيني معرة المشركين الظالمين ويمنعني من أذاهم مكرهم ، ويدرأ عني شرهم وكيدهم ؛ ذلكم الله وحده ، الإله القدر الحفيظ { عليه توكلت } أي فوضت أمري إلى الله وحده دون أحد سواه ؛ فهو الإله الحكيم الأعظم ، القادر المستعان { رب العرش العظيم } أعظم المخلوقات كافة . ومن أجل ذلك خصه بالذكر . وفي ذلك ما يشير إلى عظيم قدرة الله ، وبالغ شأنه ، ومطلق سلطانه وجبروته ؛ فهو سبحانه خير الحافظين ، وخير من يستجير به المظلومون والمستضعفون من أهل الحق{[1933]} .


[1933]:روح المعاني جـ 6 ص 51- 53 والبحر المحيط جـ 5 ص 120- 122.