السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (129)

{ فإن تولوا } أي : فإن أعرضوا هؤلاء الكفار والمنافقون عن الإيمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وناصبوك الحرب { فقل حسبي الله } أي : يكفيني الله وينصرني عليكم وإنما كان كافياً لأنه { لا إله إلا هو } فلا مكافئ له ولا رادّ لأمره ولا معقب لحكمه { عليه توكلت } أي : فلا أرجو إلا إياه ولا أخاف إلا منه لأنّ أمره نافذ في كل شيء { وهو رب العرش } أي : الكرسي { العظيم } وخصه بالذكر تشريفاً له ولأنه من أعظم مخلوقاته سبحانه وتعالى .

روي عن أبيّ بن كعب قال : آخر ما نزل من القرآن هاتان الآيتان : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } إلى آخر السورة ، وقال : هما أحدث الآيات بالله عهداً وما رواه البيضاويّ رحمه الله تعالى تبعاً للكشاف من أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أنزل عليّ القرآن إلا آية آية وحرفاً حرفاً ما خلا سورة براءة وقل هو الله أحد فإنهما أنزلا عليّ ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة ) حديث منكر ومخالف لما مرّ عن أبيّ من أنّ آخر ما نزل الآيتان ، انتهى . والله سبحانه وتعالى أعلم .