التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{۞وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ} (46)

قوله تعالى : { ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين 46 لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سامعون لهم والله عليم بالظالمين 47 لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون } أي أن هؤلاء المستأذنين في تلاك الخروج للجهاد لو أرادوا الخروج لهذه الوجيبة العظيمة ؛ لأعدوا لذلك العدة ، فتأهبوا للسفر استعداد للقيام بالأمر . لكن تركهم الاستعداد لذلك دليل قصدهم التخلف ، وأنهم ينتوون القعود دون الخروج .

قوله : { ولاكن كره الله انبعاثهم } أي كره الله أن يخرجوا معكم . ومن اجل ذلك ثبطهم ؛ أي خذلهم دون الخروج تخذيلا فاستخفوا القعود في منازلهم واستثقلوا السفر والخروج مع إخوانهم المجاهدين .

قوله : { وقيل اقعدوا مع القاعدين } يعني اقعدوا مع المتخلفين من المرضى والضعفاء والعجزة الذين لا يجدون ما ينفقونه للخروج . وكذلك اقعدوا مع الخوالف وهم النساء والصبيان . وقد ثبطهم الله عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين لعلمه سبحانه أنهم أهل نفاق وخيانة وأنهم مخادعون لله ولرسوله وللمؤمنين ، وأنهم لو خرجوا معهم لأقعدوا فيهم الوقيعة والفساد .