{ ولو أرادوا الخروج } إلى الغزو معك { لأعدّوا له } أي : قبل حلوله { عدّة } أي : قوّة وأهبة من المتاع والسلاح والكراع بحيث يكونون كالحاضرين في صلب الحرب الواقفين في الصف قد استعدوا لها بجميع عدتها ، ولما كان قوله تعالى : { ولو أرادوا الخروج } يعطي معنى نفي خروجهم واستعدادهم للغزو أتى تعالى بحرف الاستدراك فقال تعالى : { ولكن كره الله انبعاثهم } أي : لم يرض خروجهم معك إلى الغزو { فثبطهم } أي : حبسهم بالجبن والكسل { وقيل } لهم { اقعدوا مع القاعدين } أي : مع النساء والصبيان والمرضى وأهل الأعذار ومعنى { قيل لهم } أي : قدر الله تعالى عليهم ذلك بأن ألقى في قلوبهم القعود لما كره الله انبعاثهم مع المؤمنين ، وقيل القائل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لما استأذنوه في القعود فقال لهم : اقعدوا مع القاعدين .
فإن قيل : خروج المنافقين مع النبي صلى الله عليه وسلم إما أن يكون فيه مصلحة أو مفسدة فإن كان فيه مصلحة فلِمَ قال تعالى : { ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم } وإن فيه مفسدة فلم قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { عفا الله عنك لم أذنت لهم } في ترك الخروج ؟أجيب : بأن خروجهم فيه مفسدة عظيمة بدليل قوله تعالى :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.