النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ} (46)

قوله عز وجل : { وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً } فيه وجهان :

أحدهما : صدق العزم ونشاط النفس .

والثاني : الزاد والراحلة في السفر ، ونفقة الأهل في الحضر . { وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انْبَِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ } وإنما كره انبعاثهم لوقوع الفشل بتخاذلهم كعبد الله بن أبي بن سلول ، والجد بن قيس .

{ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ } فيه وجهان :

أحدهما : مع القاعدين بغير عذر ، قاله الكلبي .

والثاني : مع القاعدين بعذر من النساء والصبيان ، حكاه علي بن عيسى . وفي قائل ذلك قولان :

أحدهما : أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، غضباً عليهم ، لعلمه بذلك منهم .

والثاني : أنه قول بعضهم لبعض .