سورة   التوبة
 
الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ} (46)

وقوله سبحانه : { وَلَوْ أَرَادُوا الخروج لأَعَدُّوا } [ التوبة : 46 ] .

أيْ : لو أرادوا الخروجَ بنيَّاتهم ، لنظروا في ذلك واستعدوا له .

وقوله : { ولكن كَرِهَ الله انبعاثهم فَثَبَّطَهُمْ } .

( ص ) : و{ ولكن } : أصلها أَن تقع بَيْنَ نقيضَيْن أَو ضِدَّيْنِ ، أَوْ خَلافَيْن ، على خلاف فيه . انتهى . و{ انبعاثهم } : نفوذَهُمْ لهَذِهِ الغزوة ، والتثبيطُ : التَّكْسِيلُ وكَسْر العزم .

وقوله سبحانه : { وَقِيلَ اقعدوا } ، يحتمل أنْ يكون حكايةً عن اللَّه ، أي : قال اللَّه في سابق قضائِهِ : اقعدوا مع القاعدين ، ويحتملُ أنْ يكون حكايةً عنهم ، أي : كانَتْ هَذِهِ مقالَةَ بَعْضِهِمْ لبعضٍ ، ويحتملُ أنْ يكون عبارةً عن إِذْنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لهم في القعود ، أيْ : لما كره اللَّه خروجهم ، يَسَّر أَنْ قلْتَ لهم : اقعدوا مع القاعدين ، والقعودُ ؛ هنا : عبارةٌ عن التخلُّفِ ، وكراهيةُ اللَّهِ انبعاثهم : رِفْقٌ بالمؤمنين .