غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ} (46)

38

ثم نعى على المنافقين سوء فعالهم فقال { ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة } قال ابن عباس : يريد من الماء والزاد والراحلة لأن سفرهم بعيد والزمان شديد ، فتركهم العدّة دليل على أنهم أرادوا التخلف . قال العلماء : وفيه إشارة إلى أنهم كانوا مياسير قادرين على تحصيل الأهبة والعدّة . { ولكن كره الله انبعاثهم } أي انطلاقهم { فثبطهم } والتثبيط رد الإنسان عن الفعل الذي هم به . ومعنى الاستدراك أن قوله { ولو أرادوا الخروج } يعطي معنى نفي الخروج وكأنه قيل : ما خرجوا ولكن تنبطوا لأن الله تعالى صرفهم عن ذلك كما تقول : ما أحسن إليّ زيد ولكن أساء إليّ . ومثل هذا يسمى في علم البديع صنعة الاستدراك . وقد يقال : تأكيد الذم بما يشبه المدح . ولو قيل مثل هذا في المنع لقيل تأكيد المدح بما يشبه الذم .

/خ49