{ وَلَوْ أَرَادُواْ الخروج } يدل على أن بعضَهم قالوا عند الاعتذارِ : كنا نريد الخروجَ لكن لم نتهيأ له ، وقد قرُب الرحيلُ بحيث لا يمكننا الاستعدادُ ، فقيل تكذيباً لهم : لو أرادوه { لاعَدُّواْ لَهُ } أي للخروج في وقته { عِدَّةَ } أي أُهبةً من العَتاد والراحلة والسلاح وغيرِ ذلك مما لا بد منه للسفر ، وقرىء عُدَّه بحذف التاءِ ، والإضافةِ إلى ضمير الخروج كما فعل بالعِدَة مَنْ قال : [ البسيط ]
[ إن الخليط أجدوا البين فانجردوا ] *** وأخلفوك عِدَ الأمرِ الذي وعَدوا{[357]}
أي عِدتَه وقرىء عِدّةً بكسر العين وعِدَّهُ بالإضافة { ولكن كَرِهَ الله انبعاثهم } أي نهوضَهم للخروج . قيل : هو استدراك عما يُفهم من مقدم الشرطيةِ فإن انتفاءَ إرادتِهم للخروج يستلزم انتفاءَ خروجِهم ، وكراهةَ الله تعالى انبعاثَهم تستلزم تثبيطَهم عن الخروج ، فكأنه قيل : ما خرجوا ولكن تثبَّطوا والاتفاق في المعنى لا يمنع الوقوعَ بين طرَفي لكنْ بعد تحققِ الاختلافِ نفياً وإثباتاً في اللفظ كقولك : ما أحسن إلى زيد ولكنْ أساء والأظهرُ أن يكون استدراكاً من نفس المقدم عن نهج ما في الأقيسة الاستثنائيةِ والمعنى لو أرادوا الخروجَ لأعدوا له عُدة ولكن ما أرادوه لِما أنه تعالى كره انبعاثَهم لما فيه من المفاسد التي ستَبِين { فَثَبَّطَهُمْ } أي حبسهم بالجُبن والكسلِ فثبطوا عنه ولم يستدعوا له { وَقِيلَ اقعدوا مَعَ القاعدين } تمثيلٌ لإلقاء الله تعالى كراهةَ الخروجِ في قلوبهم أو لوسوسة الشيطانِ بالأمر بالقعود أو هو حكايةُ قولِ بعضِهم لبعض أي هو إذنُ الرسول صلى الله عليه وسلم لهم في القعود ، والمرادُ بالقاعدين إما المعذورون أو غيرُهم ، وأياً ما كان فغيرُ خالٍ عن الذم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.