المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ} (6)

ثم خاطب تعالى جنس ابن آدم على جهة التوبيخ والتنبيه على أي شيء أوجب أن يغتر بربه الكريم فيعصيه ويجعل له نداً وغير ذلك من أنواع الكفر وهو الخالق الموجد بعد العدم ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : «جهله »{[11670]} وقاله عمر وقرأ { انه كان ظلوماً جهولاً }{[11671]} [ الأحزاب : 72 ] ، وقال قتادة : عدوه المسلط عليه ، وقال بعض العلماء : غره ستر الله عليه ، وقال غيره : غره كرم الله ، ولفظة الكريم تلقن هذا الجواب ، فهذا من لطف الله تعالى لعباده العصاة من المؤمنين ، وقرأ ابن جبير والأعمش : «ما أغرك » على وزن أفعلك ، والمعنى ما دعاك إلى الاغترار ؟ و يكون المعنى تعجباً محضاً .


[11670]:أخرجه عبد بن حميد عن صالح بن مسمار، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية... الحديث.
[11671]:أخرجه سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والآية الكريمة من سورة الأحزاب ورقمها 72.