{ يأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } .
أخبرنا عبد الله الفتحوي قال : حدّثنا أبو علي المقريء قال : حدّثنا أبو القاسم ابن الفضل المقريء قال : حدّثنا علي بن الحسين قال : حدّثنا المقدّمي وعلي بن هاشم قالا : حدّثنا كثير بن هشام قال : حدّثنا جعفر بن برقان قال : حدّثني صالح بن مسمار قال : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية : { يأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } قال : جهله ، وقال قتادة : غرّة شيطانه عدوه المسّلط عليه .
وحدّثني الحسن بن محمد بن الحسن قال : حدّثني أبي عن جدّي عن علي بن الحسن الهلالي عن إبراهيم بن الأشعث قال : قيل للفضّيل بن عياض : لو أقامك الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بين يديه فقال : ما غرّك بربّك الكريم ماذا كنت تقول ؟ قال : أقول غرني ستورك المرخاة ، نظمه محمد ابن السماك فقال :
يا كاتم الذنب أما تستحي *** الله في الخلوة ثانيكا
غرك من ربّك إمهاله *** وستره طول مساويكا
وقال : مقاتل : غرّه عفو الله حين لم يعجّل عليه بالعقوبة ، وتلا [ نصر ] بن مغلس هذه الآية فقال : غرّه رفق الله به .
وسمعت أبا القاسم الحلبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت علي بن محمد الورّاق يقول : سمعت يحيى بن معاذ يقول : لو أقامني الله سبحانه بين يديه فقال : ما غرّك بي ؟ قلت : غرّني بك برّك بي سابقاً وآنفاً .
وسمعته يقول : أخبرنا عبد الله بن محمد بن صالح المغافري يقول : سمعت حماد بن بكر يحكي عن بعضهم أنه قال : لو سألني عن هذا ربي لقلت : غرّني حلمك ، وسمعته يقول : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن يزيد النسقي يقول : سمعت أبا عبد الله حسن أبي بكر الورّاق يقول : سمعت أبا بكر الورّاق يقول : لو قال لي ما غرّك بربّك الكريم لقلت : غرّني كرم الكريم .
قال أهل الإشارة : إنّما قال : { بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } دون سائر أسمائه وصفاته ؛ لأنه كان لفتة الإجابة حتى يقول : غرّني كرم الكريم ، قال منصور بن عمار لو قيل : ما غرّك بي ؟ قلت : يا رب ما غرّني إلاّ ما علمته من فضلك على عبادك وصفحك عنهم ، وروى أبو وائل عن ابن مسعود قال : ما منكم من أحد إلاّ سيخلو الله سبحانه وتعالى به يوم القيامة فيقول : يابن آدم ما غرّك بي يابن آدم ماذا عملت فيما علمت يابن آدم ماذا أجبت المرسلين ؟
وسمعت أبا القاسم النيسابوري يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن عبيد الله الشامي وأبا الحسن محمد بن الحسين القاضي الجرجاني يقولان : سمعنا إبراهيم بن فاتك يقول : سمعت يوسف بن الحسين يقول : سمعت ذا النون المصري يقول : كم من مغرور تحت الستر وهو لا يشعر .
وأنشدني الحسن بن جعفر البابي يقول : أنشدني منصور بن عبد الله الأصفهاني يقول : أنشدنا أبو بكر بن طاهر الأبهري في هذا المعنى :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.