معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَلَّا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ} (15)

{ كلا } لا يعلم ذلك ، { لئن لم ينته } عن إيذاء محمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبه ، { لنسفعا بالناصية } لنأخذن بناصيته فلنجرنه إلى النار ، كما قال { فيؤخذ بالنواصي والأقدام }( الرحمن- 41 ) يقال : سفعت بالشيء ، إذا أخذته وجذبته جذباً شديداً ، والناصية : شعر مقدم الرأس .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كَلَّا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ} (15)

وقوله - سبحانه - : { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بالناصية } ردع وزجر لهذا الكافر الطاغى الناهى عن الخير ، ولكل من يحاول أن يفعل فعله .

والسفع : الجذب بشدة على سبيل الإِذلال والإِهانة ، تقول : سفعت بالشيء ، إذا جذبته جذبا شديدا بحيث لا يمكنه التفلت أو الهرب . . . وقيل : هو الاحتراق ، من قولهم : فلان سفعته النار ، إذا أحرقته وغيرت وجهه وجسده . والناصية : الشعر الذى يكون فى مقدمة الرأس . أي : كلا ليس الأمر كما فعل هذا الإِنسان الطاغي ، ولئن لم يقلع عما هو فيه من كفر وغرور ، لنقهرنه ، ولنذلنه ، ولنعذبنه عذابا شديدا فى الدنيا والآخرة .

والتعبير بقوله - تعالى - : { لَنَسْفَعاً بالناصية } يشعر بالأخذ الشديد ، والإِذلال المهين ، لأنه كان من المعروف عند العرب ، أنهم كانوا إذا أرادوا إذلال إِنسان وعقابه ، سحبوه من شعر رأسه .

والتعريف فى الناصية ، للعهد التقديري . أي : بناصية ذلك الإِنسان الطاغي ، الذي كذب وتولى ، ونهى عن إقامة الصلاة .