فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ} (15)

{ كلا } ردع للناهي ومنع له عن نهيه ، واللام في { لئن لم ينته } هي الموطئة للقسم ، أي والله لئن لم ينته عما هو عليه ولم ينزجر { لنسفعا بالناصية } السفع الجذب الشديد ، ويقال : سفعت الشيء إذا قبضته وجذبته ، ويقال سفع بناصية فرسه .

قال الراغب : السفع الأخذ بسفعة الفرس أي بسواد ناصيته ، وباعتبار السواد قيل : به سفعة غضب ، اعتبارا بما يعلو من اللون الدخاني من اشتد به الغضب ، وقيل للصقر : أسفع ، لما فيه من لمع السواد ، أو امرأة سفعاء اللون . انتهى .

وقيل : مأخوذ من سفعته النار والشمس إذا غيرت وجهه إلى سواد ، والمعنى لنأخذن بناصيته ولنجرنه إلى النار ، وهذا كقوله { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } وقيل : في الدنيا يوم بدر ، فقد جره المسلمون إلى القتل فقتله ابن مسعود ، وهو طريح بين الجرحى ، وبه رمق ، وهو يخور ، وعبر بالناصية عن جميع الشخص ، واكتفى بتعريف العهد عن الإضافة ؛ لأنه علم أنها ناصية الناهي .