فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَلَّا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ} (15)

قوله { كَلاَّ } ردع للناهي ، واللام في قوله : { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ } هي الموطئة للقسم : أي والله لئن لم ينته عما هو عليه ولم ينزجر { لَنَسْفَعا بالناصية } السفع الجذب الشديد ، والمعنى : لنأخذنّ بناصيته ولنجرّنه إلى النار . وهذا كقوله : { فَيُؤْخَذُ بالنواصي والأقدام } [ الرحمن : 41 ] ويقال سفعت الشيء : إذا قبضته وجذبته ، ويقال : سفع بناصية فرسه . قال الراغب : السفع الأخذ بسفعة الفرس : أي بسواد ناصيته ، وباعتبار السواد قيل : به سفعة غضب اعتباراً بما يعلو من اللون الدخاني وجه من اشتدّ به الغضب ، وقيل للصقر أسفع لما فيه من لمع السواد ، وامرأة سفعاء اللون انتهى . وقيل : هو مأخوذ من سفع النار والشمس : إذا غيرت وجهه إلى سواد . ومنه قول الشاعر :

أثافيّ سفعاً في معرّس مرجل *** . . .

/خ19