الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{كَلَّا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ} (15)

قوله : { لَنَسْفَعاً } : الوقفُ على هذه النونِ بالألفِ ، تشبيهاً لها بالتنوين ، وكذلك يُحْذَفُ بعد الضمة والكسرة وقفاً . وتكتب ههنا ألفاً إتباعاً للوقف . ورُوِي عن أبي عمروٍ " لَنَسْفَعَنَّ " بالنونِ الثقيلةِ . والسَّفْعُ : الأَخْذُ والقَبْضُ على الشيءِ بشدةٍ وجَذْبه . وقال عمرو بن معد يكرب :

قومٌ إذا سَمِعُوا الصَّريخَ رَأَيْتَهُمْ *** ما بين مُلْجمِ مُهْرِه أو سافعِ

وقيل : هو الأَخْذُ بلغةِ قريشٍ . وقال الراغب : " السَّفْعُ : الأخْذُ بسُفْعة الفَرَس ، أي : بسَوادِ ناصيتِه ، وباعتبار السوادِ قيل للأثافيّ : " سُفْعٌ " ، وبه سُفْعَةُ غَضَبٍ ، اعتباراً بما يَعْلُو من اللون الدُّخاني وَجْهَ مَنْ اشتدَّ به الغضبُ ، وقيل : للصَّقْر : " أسْفَعُ " لِما فيه مِنْ لَمْعِ السَّوادِ ، وامرأةٌ سَفْعاءُ اللونِ " انتهى . وفي الحديث : " فقامَتِ امرأةٌ سَفْعاءُ الخَدَّيْن " .