ثم قال تعالى : { كلا لئن لم ينته } .
قيل : " كلا " رد وردع ، والمعنى : لا يتهيأ( {[76673]} ) لأبي جهل أن يتم له نهي( {[76674]} ) النبي عن صلاته وعبادته ربه( {[76675]} ) .
وقال الطبري : المعنى : ليس( {[76676]} ) الأمر كما إنه يطأ( {[76677]} ) عنق النبي ، أي : لا يقدر على ذلك ولا يصل إليه( {[76678]} ) ، فيوقف على " كلا " على تقدير التقديرين( {[76679]} ) .
ويجوز أن تكون( {[76680]} ) " كلا " بمعنى " حقا " ( {[76681]} ) . وبمعنى " ألا " ، فيبتدأ( {[76682]} ) بها ، إذا ليس قبلها لفظ ظاهر تكون ردا له ، وإنما يحسن الوقف عليها إذا كان قبلها لفظ منصوص يحسن أن يكون ردا له . والوقف عند القتبي( {[76683]} ) على " كلا " ( {[76684]} ) ، وعند أبي حاتم : " يرى " ( {[76685]} ) ، وهو الوجه الظاهر .
وقوله : { لئن لم ينته } تهدد ووعيد ، أي : لئن ينته ابو جهل عن أذى( {[76686]} ) محمد { لنسفعا بالناصية } أي : ] لنأخذن[ ( {[76687]} ) بمقدم رأسه فلنقهرنه ( ولنذلنه )( {[76688]} ) .
يقال : سفعت بيده ، إذا أخذت بها( {[76689]} ) .
وقيل : معناه : لنسودن وجهه ، فاكتفى بذكر الناصية من الوجه ، إذا( {[76690]} ) كانت الناصية في مقدم الوجه( {[76691]} ) .
وقيل : معناه : لنأخذن بناصيته على النار( {[76692]} ) ، كما قال تعالى : { فيوخذ بالنواصي والأقدام }( {[76693]} ) .
]واللام[ ( {[76694]} ) في " لئن " : لام توطئة للقسم( {[76695]} ) ، وهي من ] لامات[ ( {[76696]} ) التأكيد .
]واللام[ ( {[76697]} ) في " لنسفعاً " : لام قسم( {[76698]} ) .
ومعنى " توطئة " ( {[76699]} ) تؤذن بإتيان القسم( {[76700]} ) بعدها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.