أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي  
{وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيۡكُمۡۚ وَجِئۡتُكُم بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (50)

{ ومصدقا لما بين يدي من التوراة } عطف على { رسولا } على الوجهين ، أو منصوب بإضمار فعل دل عليه { قد جئتكم } أي وجئتكم مصدقا . { ولأحل لكم } مقدر بإضماره ، أو مردود على قوله : { أني قد جئتكم بآية } ، أو معطوف على معنى { مصدقا } كقولهم جئتك معتذرا ولأطيب قلبك . { بعض الذي حرم عليكم } أي في شريعة موسى عليه الصلاة والسلام كالشحوم والثروب والسمك ولحوم الإبل والعمل في السبت ، وهو يدل على أن شرعه كان ناسخا لشرع موسى عليه الصلاة والسلام ولا يخل ذلك بكونه مصدقا للتوراة ، كما لا يعود نسخ القرآن بعضه ببعض عليه بتناقض وتكاذب ، فإن النسخ في الحقيقة بيان وتخصيص في الأزمان { وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون } .