الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيۡكُمۡۚ وَجِئۡتُكُم بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (50)

{ وَمُصَدِّقاً } عطفها على قوله : { ورسولاً } .

{ لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ } : لما قبلي .

{ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ } : من اللحوم والشحوم . وقالوا أيضاً : يعني كل الذي حرّمَ عليهم من الأطبّاء ، و( بعض ) يكون بمعنى «كل » ويكون كقول لبيد :

تراك أمكنة إذا لم أرضها *** أو يرتبط بعض النفوس حمامها

أي كل النفوس .

وقال آخر :

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا *** حنانيك بعض الشر أهون من بعض

يريد بعض الشر أهون من كله .

وقرأ إبراهيم النخعي : { حرّم } مثل كرّم أي ( صار حراماً ) .

{ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } : يعني ما ذكرنا من الآفات ، وأما تعدّها لأنّها جنس واحد في [ الدلالة ] .

على رسالته .

{ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } .