وقوله ( وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ) أي : ما قبلي من التوراة إيماناً بها ، وتصديقاً بما فيها ، وإن كانت شريعته تخالفها فإنه ، ونحن مؤمنون بما صح منها ، ولم يبدل ولم يغير على أن عيسى صلى الله عليه وسلم كان عاملاً بالتوراة لم يخالف فيها شيئاً إلا ما خفف الله أشياء كانت حراماً فيها وهو قوله ( وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ) وذلك أنه حلل لحوم الإبل والثروب( {[10015]} ) وأشياء من الطير والحيتان كانت في التوراة محرمة .
واللام متعلقة بفعل محذوف والمعنى ، ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم( {[10016]} ) .
وكان أبو عبيدة يجيز أن يكون البعض هنا بمعنى الكل( {[10017]} ) ، وهذا يوجب أن يحل لكم القتل والسرق والزنى وغيره لأن كل ذلك كان محرماً عليهم في التوراة ، فلا يجوز ما قال ، ولا وجه له في العربية ولا في المعنى( {[10018]} ) .
وقد قيل : إنما أحل لهم عيسى صلى الله عليه وسلم أشياء حرمتها عليهم الأحبار لم تكن محرمة في التوراة ، فهو غير مخالف للتوراة( {[10019]} ) .
وقيل : إنما أحل لهم أشياء حرمتها عليهم ذنوب اكتسبوها ولم يكن في التوراة تحريمها نحن : أكل الشحوم وكل ذي ظفر( {[10020]} ) .
قوله : ( وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ ) أي : بعلامة تعلمون بها أني صادق فيما أقول لكم ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ )( {[10021]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.