الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيۡكُمۡۚ وَجِئۡتُكُم بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (50)

أخرج ابن جرير عن وهب أن عيسى كان على شريعة موسى عليهما السلام ، وكان يسبت ، ويستقبل بيت المقدس ، وقال لبني إسرائيل : إني لم أدعكم إلى خلاف حرف مما في التوراة إلا { ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم } وأضع عنكم من الآصار .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله { ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم } قال : كان الذي جاء به عيسى ألين مما جاء به موسى ، وكان قد حرم عليهم فيما جاء به موسى لحوم الإبل ، والثروب ، فأحلهما لهم على لسان عيسى ، وحرمت عليهم الشحوم ، فأحلت لهم فيما جاء به عيسى ، وفي أشياء من السمك ، وفي أشياء من الطير ما لا صيصية له{[6]} ، وفي أشياء أخر حرمها عليهم وشدد عليهم فيها . فجاءهم عيسى بالتخفيف منه في الإنجيل .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة . مثله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وجئتكم بآية من ربكم } قال : ما بين لهم عيسى من الأشياء كلها وما أعطاه ربه .


[6]:الصيصية في اللغة شوكة الديك وأراد بها هنا مخلب الطير.