التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا} (85)

قوله تعالى { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }

أخرج الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال : بينا أن مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكي على عسيب -إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقال : " ما رابكم إليه " وقال بعضهم لا يستقبلكم بشيء تكرهونه -فقالوا سلوه فسألوه عن الروح فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا فعلمت أنه يوحي إليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } .

واللفظ للبخاري ، ( صحيح البخاري-التفسير ، ب ويسألونك عن الروح رقم4721 ) ، ( وصحيح مسلم-صفة القيامة والجنة والنار ، ب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح رقم2796 ) . قال ابن حجر بعد أن ذكر الحديث : وهذا يدل على أن نزول الآية وقع بالمدينة لكن روى الترمذي من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال : " قالت قريش لليهود : أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فأنزل الله تعالى { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي } . ورجاله رجال مسلم أ . ه ، وأخرجه أحمد من الطريق المذكور وقال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وصححه الألباني( انظر فتح الباري8/401 ، ومسند أحمد1/255 ، وسنن الترمذي رقم3140 ، وصحيح سنن الترمذي رقم2510 ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة { ويسألونك عن الروح } قال : هو جبرئيل .

أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { ويسألونك عن الروح } قال الروح : ملك .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } يعني : اليهود .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه ما أعطى خلقه من العلم إلا قليلا بالنسبة إلى علمه جل وعلا ، لأن ما أعطيه الخلق من العلم بالنسبة إلى علم الخالق قليل جدا ، ومن الآيات التي فيها الإشارة إلى ذلك قوله تعالى { قل لو كان البحر مداد لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } وقوله { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم } .