التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا} (88)

قوله تعالى { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا }

أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم محمود بن سيحان ، وعمر بن أضا ، وبحرى بن عمرو ، وعزيز بن أبي عزيز ، وسلام بن مشكم فقالوا : أخبرنا يا محمد بهذا الذي جئتنا به حق من عند الله عز وجل ، فإنا لا نراه متناسقا كما تناسق التوراة ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما والله إنكم لتعرفون أنه من عند الله تجدونه مكتوبا عندكم ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ما جاءوا به " . فقال عند ذلك وهم جميعا فنحاص ، وعبد الله بن صوريا ، وكنانة بن أبي الحقيق ، وأشيع ، وكعب ابن أسد ، وسموءل بن زيد ، وجبل بن عمرو : يا محمد ما يعلمك هذا إنس ولا جان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما والله إنكم لتعلمون أنه من عند الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل " ، فقالوا : يا محمد إن الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما شاء ويقدر منه على ما أراد فأنزل علينا كتابا نقرؤه ونعرفه وإلا جئناك بمثل ما تأتي به ، فأنزل الله عز وجل فيهم وفيما قالوا { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } .