التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا} (28)

قوله تعالى : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي }

أخرج البستي القاضي في تفسيره عن محمد بن علي بن الحسن عن أبي معاذ عن عبيد قال : سمعت الضحاك يقول : قوله { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم } يعني : يعبدون وهو مثل قول الله { لا جرم أنما تدعونني } يعني تعبدون . وقال { أولئك الذين يدعون } يعني : يعبدون { بالغداة والعشي } يعني الصلاة المفروضة .

وسنده حسن تقدم في بداية تفسير هذه السورة نفسها .

قوله تعالى { ولا تطع من أغلفنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا }

قال الشيخ الشنقيطي قوله تعالى { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } نهى الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة عن طاعة من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا . وقد كرر في القرآن نهي نبيه صلى الله عليه وسلم عن إتباع مثل هذا الغافل عن ذكر الله المتبع هواه ، كقوله تعالى { فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا } ، وقوله { ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم } الآية ، وقوله تعالى { ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم } إلى غير ذلك من الآيات .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله { وكان أمره فرطا } ضياعا .