بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّـٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ أَمَلٗا} (46)

{ الْمَالُ والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا } ، أي غروراً لا يبقى كما لا يبقى الهشيم حين ذرته الريح ، وإنما يبقى في الآخرة . { والباقيات الصالحات } ، أي الصلوات الخمس . هكذا روي عن أبي الهيثم ومسروق ؛ وقال مسروق : { الباقيات الصالحات } هي الخمس صلوات ، وهي الحسنات يذهبن السيئات ، وكذلك قال ابن أبي مليكة : وروى سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد في قوله { والباقيات الصالحات } قال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ وَقَالَ خُذُوا جُنَّتكُمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَمِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ ، قَالَ : لاَ بَلْ مِنَ النَّارِ . قَالُوا : وَمَا جُنَّتُنَا مِنَ النَّارِ ؟ قَال : سُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ لله وَلاَ إله إِلاَّ الله والله أَكْبَرُ . ويقال : كل طاعة يبقى ثوابها ، فهي الباقيات الصالحات : الصلاة والصدقة والتسبيح وجميع الطاعات . { خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً } ، أي خير من هذه الزينة والغرور عند الله تعالى ، وخير ما يثبت الله العبد ، وخير أملاً أي خير ما يوصل العبد الصلاة والتسبيح ، أي أفضل رجاء مما يرجو الكافر ، لأن ثواب الكافر النار ومرجعه إلى النار .