التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ} (144)

قوله تعالى{ قد نرى تقلب وجهك في السماء . . . }الآية

أخرج البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه قال : لم يبق ممن صلى القبلتين غيري .

( الصحيح 8/173 رقم4489 –تفسير سورة البقرة ، ب{ قد نرى تقلب وجهك في السماء . . . } .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال : لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وكان ( أكثر ) أهلها اليهود ، أمره الله انه يستقبل بيت المقدس . ففرحت اليهود . فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام ، وكان يدعو وينظر إلى السماء فأنزل الله عز وجل{ قد نرى تقلب وجهك في السماء }سورة البقرة الآية : 144 . فارتاب من ذلك اليهود وقالوا : { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها } ؟ . فأنزل الله عز وجل{ قل لله المشرق والمغرب } .

واللفظ للطبري . وأخرجه النحاس من طريق بكر بن سهل( الناسخ والمنسوخ 1/58-59 ) ، والبيهقي ( السنن الكبرى 2/12-13 )من طريق عثمان بن سعيد الدارمي كلاهما عن عبد الله بن صالح به .

أخرج الشيخان بسنديهما عن ابن عمر ، قال : بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة . وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها . وكانت وجوههم إلى الشام . فاستداروا إلى الكعبة .

( صحيح البخاري رقم 4488 –التفسير ، ب{ وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول } ) ، ( وصحيح مسلم رقم 562-المساجد ، ب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة ) .

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية{ قد نرى تقلب وجهك في السماء }يقول : قد نرى نظرك إلى السماء .

قوله تعالى{ فلنولينك قبلة ترضاها }

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية{ فلنولينك قبلة ترضاها }وذلك ان الكعبة كانت أحب القبلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يقلب وجهه في السماء ، وكان يهوي الكعبة ؟ ، فولاه الله قبلة كان يهواها ويرضاها .

وأخرجه الطبري بسند حسن عن قتادة وابن عباس بنحوه .

وقال الشيخ الشنقيطي قوله تعالى{ فلنولينك قبلة ترضاها }بينه قوله بعده{ فول وجهك شطر المسجد الحرام } .

قوله تعالى{ فول وجهك شطر المسجد الحرام }

قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو سفيان يعني المعمري ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله{ فول وجهك شطر المسجد الحرام } قال : توجه .

( ورجاله ثقات وإسناده صحيح ، وأبو سفيان المعمري هو : محمد بن حميد معروف بالرواية عن معمر بن راشد وبرواية أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عنه( انظر تهذيب الكمال ل 1191 ) . أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس{ شطر المسجد الحرام }نحوه . وكذا أخرجه بسنده الصحيح عن مجاهد . وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة( التفسير ص 50 ) . وإسناده صحيح .

وقال الطبري : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال ، حدثنا أبي قال ، حدثنا ابن جريج قال ، قلت لعطاء : سمعت ابن عباس يقول : إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله . قال : قال : لم يكن ينهى عن دخوله ، ولكني سمعته يقول : أخبرني أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ، ولم يصل حتى خرج ، فلما خرج ركع في قبل القبلة ركعتين ، وقال : هذه القبلة .

( ورجاله ثقات إلا يحيى بن سعيد بن أبان الأموي صدوق فالإسناد حسن . وعطاء هو ابن أبي رباح كما قرر الحافظ ابن حجر في مقدمة( العجاب في بيان الأسباب ) .

وقال الطبري : حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال ، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال ، أخبرنا إسرائيل ، عن إسحاق ، عن عميرة بن زياد الكندي ، عن علي{ فول وجهك شطر المسجد الحرام }قال : شطره : قبله .

أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الفضل بن دكين عن إسرائيل به ، ثم قال وروي عن البراء بن عازب وابن عباس ومجاهد وقتادة نحو ذلك . وأخرجه الحاكم( المستدرك 2/269 ) ، والبيهقي( السنن الكبرى 2/3 ) ، من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي به . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . وذكره ابن كثير وقال : هذا قول أبي العالية ومجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم( التفسير 1/335 ) ، وانظر تفسير ابن أبي حاتم( 2 رقم 61-65 ) .

قوله تعالى{ وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره }

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن معمر عن قتادة{ وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره }أي : تلقاءه .

قوله تعالى{ وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم }

انظر الآية( 146 ) بعد التالية .