تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ} (144)

{ قد نرى تقلب وجهك في السماء } ، يعني نرى أنك تديم نظرك إلى السماء ، { فلنولينك } ، يعني لنحولنك إلى { قبلة ترضاها } ، لأن الكعبة كانت أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس ، { فول } ، يعني فحول { وجهك شطر } ، يعني تلقاء { المسجد الحرام وحيث ما كنتم } من الأرض { فولوا وجوهكم شطره } ، يعني فحولوا وجوهكم في الصلاة تلقاءه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في مسجد بني سلمة ، فصلى ركعة ، ثم حولت القبلة إلى الكعبة ، وفرض الله صيام رمضان ، وتحويل القبلة ، والصلاة إلى الكعبة قبل بدر بشهرين ، وحرم الخمر قبل الخندق .

{ وإن الذين أوتوا الكتاب } ، يعني أهل التوراة ، وهم اليهود ، منهم الحميس بن عمرو ، قال : يا محمد ، ما أمرت بهذا الأمر ، وما هذا إلا شيء ابتدعته ، يعني في أمر القبلة ، فأنزل الله عز وجل : { وإن الذين أوتوا الكتاب } ، يعني أهل التوراة ، { ليعلمون أنه الحق من ربهم } ، بأن القبلة هي الكعبة ، فأوعدهم الله ، فقال : { وما الله بغافل عما يعملون } ، يعني عما يعملون من كفرهم بالقبلة .