التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (150)

قوله تعالى{ ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم }

انظر الآية السابقة .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية{ لئلا يكون للناس عليكم حجة }يعني به أهل الكتاب حين قالوا صرف محمد صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة ، وقالوا اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه ، وكان حجتهم على النبي صلى الله عليه وسلم عند انصرافه إلى البيت الحرام ، أن قالوا سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا .

وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى{ لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم }قال : هم مشركوا العرب . قالوا-حين صرفت القبلة إلى الكعبة- : قد رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم . قال الله تعالى{ فلا تخشوا الناس واخشوني } .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده عن أبي العالية قوله{ إلا الذين ظلموا منهم }يعني : مشركي قريش ، يقول انهم سيحتجون عليكم بذاك .

وأخرجه الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{ إلا الذين ظلموا منهم }قوم محمد صلى الله عليه وسلم . قال مجاهد : حجتهم ، قولهم : قد راجعت قبلتنا .

قوله تعالى{ ولأتم عليكم نعمتي ولعلكم تهتدون }

لقد أنجز الله وعده وأتم شرائع الدين كما قال تعالى{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي }المائدة : 3 .